المدخل لدراسة المنظمات الدولية

تاريخ أخر تحديث
02/06/2022, 10:33:55

:المقدمة

تُعدّ ظاهرة التنظيم الدولي من الظواهر الحديثة التي ظهرت بشكل جليّ عقب الحرب العالمية الأولى، ولكنها نمت وازدهرت بشكل أكبر بعد الحرب العالمية الثانية؛ بسبب تشعّب العلاقات الدولية وتطوّرها بشكل كبير، ونتيجة لوُجود رغبة جامحة لدى الدول الأعضاء في المجتمع الدولي إلى تنمية العلاقات الدولية وتعزيز التعاون فيما بينها، وكذلك مواجهة المشكلات التي قد تطرأ بسبب تشعّب تلك العلاقات وتداخلها. كما لعب التقدّم العلمي والتطوّر التكنولوجي دورًا مُهمًّا وكبيرا في تقوية أواصر العلاقات الدولية؛ إذْ قرّبت وسائل الاتصالات والنقل والانترنت العلاقات بين الدول والشعوب، وأخرجت الدول من حالة العزلة والانطواء التي اتّسمت بها العلاقات بين الشعوب في الماضي. وقد كان لتعزيز سُبل التواصل بين الدول والشعوب ضرورة اجتماعية وحاجة أساسية لتقوية الروابط، وتعزيز سُبل التنسيق والتعاون فيما بين الدول من أجل حماية مصالحها المختلفة التي قد تكون سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية. فالعالم يَتكوّن من مجموعة وحدات مُتكاملة لا بُدّ من وُجود تعاون وترابط بينها بشكل دائم ومستمرّ لتحقيق التقدم والازدهار، وكذلك للمحافظة على الأمن والاستقرار، ومنع العنف والحروب والصراعات التي أسهمت على مرّ العصور في خلق الفوضى وعدم الاستقرار. فالدولة مَهْمَا اتّسعت إمكاناتها، وبلغت قوتها، واستقرت أوضاعها على كل الصعد، لا تستطيع أن تدّعي الاكتفاء الذاتي، والعيش بمعزل عن بقية الدول الأخرى. فالدولة كالفرد تحتاج للتواصل والتعاون مع الغير لإشباع حاجاتها، وتحقيق رغباتها وتطلعاتها، وهذه هي سنة الحياة.